2013/07/29

السؤال:

شيخي الحبيب بعد الحمد لله والصلاة والسلام على النبيّ الأمين سيّدنا محمد ص فإنّي أشكر الله المنعم على ما أفاض علينا من بركاتكم في زمن كثر فيه المدعون وكثرت فيه الفتن والقلاقل، فإنّ الحمد لله حمد الضمائر المخصوص في السرائر والمؤثر في الظواهر، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد الداعي من مقام البصائر، وحفظك الله لنا يا حبيبي الشيخ الجليل والأخ الكريم والمعلّم النبيل.

 

أخوكم وابنكم رائد الشيخلي: أبو عبد الله.

الرد:

أشكرك جزيل الشكر على هذه الكلمات الطيبة المباركة والمشاعر النبيلة الصادقة، أسأل الله تبارك وتعالى أنْ يكرمك وجميع المسلمين بما هو أهله جلّ جلاله وعمّ نواله.

أودّ أنْ أنبّه جنابك الكريم إلى ضرورة كتابة صيغة الصلاة والسلام على حضرة خير الأنام سيّدنا محمّد صلّى الله تعالى وسلّم على ذاته وصفاته وعلى آله وصحابته، فقد كره العلماء رضي الله تعالى عنهم وعنكم الاقتصار على كتابة حرف (ص) أو (صلعم) أو غيرهما للدلالة على الصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه أجمعين.

قال الشيخ ابن الصلاح رحمه الله تعالى في مقدمته: (ينبغي له أنْ يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند ذكره ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإنّ ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ومن أغفل ذلك حُرم حظا عظيما وقد روينا لأهل ذلك منامات صالحة).

قال الإمام السيوطي في تدريب الراوي: (وينبغي أنْ يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يسأم من تكراره ومن أغفله حرم حظا عظيما)، وقال أيضا: (ويقال: إنّ أوّل من رمزهما بصلعم قطعت يده).

وروي عن الحافظ حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول: كنت أكتب الحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبيّ صلى الله عليه ولا أكتب (وسلم) فرأيتُ النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: ما لك لا تتمّ الصلاة عليّ؟ قال: فما كتبت بعد ذلك صلى الله عليه إلا كتبت (وسلم).

والله سبحانه وتعالى أعلم.