2013/07/30
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أوّل ما ابتدئ به هو اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد صلاة سرمدية أبدية تليق بذاتك الأقدس تباركت وتعاليت وتقدّست.
السلام عليكم سيّدي حضرة الشيخ ورحمة الله تعالى وبركاته، أهنئكم وجميع الحضرات قدّس الله أسرارهم جميعا بمعركة بدر الكبرى نسأل الله أنْ يمنّ علينا برحمته كما منّ على الصحابة الكرام في معركة بدر الكبرى وأبعدنا وإياكم عن كلّ مكروه.
سؤال يخصّ أخي رباح وهو: إنّ لديه قطعة أرض تمّ استلامها لإكماله 5 سنوات خدمة عن استحقاقه لقطعة أرض، وبعد فترة تمّ بيعها، وقال بعد بيعها: إنّه مخصص مبلغ 1000000 مليون يوزعه على الفقراء ولكنّه لا يعلم أنه قال في وقتها قبل فترة: إنه نذر أو إنه فقط يوزعها للفقراء، ولكن لم يوزعها بل أعطى لوالدي ووالدتي كلّ واحد منهم 1000000 مليونا أي مجموعهم 2000000 مليون وقال لهم: هاي ضموها واجمعوا فوقها لكي نسجلكم السنة القادمة للذهاب لأداء فريضة الحج، وهو يسأل: هل ما فعله يجزي عن نيّته في توزيع مبلغ على الفقراء إنْ كان قد نذر، أم لا؟ ويقول: سألت عنها يقولون لي يجب عليك توزيع المبلغ الذي قلته، فنطلب من حضرتكم أنْ تنورونا ما هو الصواب، إذا كان نذرا أو لا؟ وهل يجوز إعطاؤه للوالدين بتطبيق الآية القرآنية بسم الله الرحمن الرحيم (الأقربون أولى بالمعروف) صدق الله العظيم، ويكون مجزيا على نيته أم مثل ما قالوا يوزع مبلغ 1000000 على الفقراء؟
نسأل الله أنْ يوفقكم على هذا الموقع وجزاكم الله عنّا خير الجزاء واعتذر للإطالة وإنْ كان سوء في التعبير عذرا سيّدي خادم أقدامكم الشريفة.
الاسم: وضاح ابو عائشة
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاك الله عزّ وجلّ خيراً على دعواتك المباركة وتهانيك الطيبة وأدعوه سبحانه أنْ يمنّ عليكم بالعفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
أودّ قبل الإجابة عن سؤالك أنْ أبيّن بأنّ الجملة التي استشهدت بها (الأقربون أولى بالمعروف) ليست آية أو حديثا بل هي من كلام النّاس، وتمنّيتُ لو تَثبتَّ منها قبل إيرادها مع أنّ معناها صحيح موافق لبعض نصوص الكتاب الكريم والسنة الشريفة ومنها قوله تعالى {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة/ 215]، وقول سيّدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أهل الفضل والإكرام حين تبرّع سيّدنا أبو طلحة الأنصاري رضي الله تعالى عنه ببستانه في سبيل الله عزّ وجلّ (بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أنْ تجعلها في الأقربين، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمّه) الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
وأحبّ أنْ أذكّرك بضرورة تعظيم اسم الله جلّ جلاله وعمّ نواله عند ذكره لفظا أو كتابة كأنْ تقول (الله عزّ وجلّ ، أو الله سبحانه وتعالى)، وكذلك توقير الذوات الشريفة كالصحابة الكرام بالترضّي عنهم (رضي الله تعالى عنهم أجمعين).
أمّا بالنسبة لسؤالك فالأفضل لو كتب أخوك السؤال بنفسه فهو أعلم بما نوى وما قال، إلّا إذا تعذّر عليه ذلك، ومع هذا فإنْ قال قبل بيعه قطعة الأرض: إنْ بعتُها فسأصرف مليون دينار للفقراء فهو نذر ولا يجوز أنْ يَصرف منه شيئا لوالديه (أي من هذا المليون) حتى لو كانا فقيرين لوجوب نفقتهما عليه، أمّا إذا قال بعد البيع: سأنفق مليون دينار من قيمتها للفقراء فهُو همٌّ ونيةٌ بفعل حسنة إنْ شاء أمضاها وإنْ شاء لم يُمضِها وهو مأجور على ذلك في الحالتين بإذن الله جلّ وعلا، قال سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (إنّ الله كتب الحسنات والسيئات، ثمّ بيّن ذلك، فمَنْ همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإنْ هو همّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومَنْ همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإنْ هو همّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة) متفق عليه.
فيجب أنْ تسأل أخاك عن قوله ونيّته في هذا الموضوع ليتبيّن على ضوء ما أوردتُه في جوابي إنْ كانت نيّته نذرا أم صدقة.
أمّا بالنسبة للمبلغ الذي يعطيه لوالديه، فأسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يجزيه خيرا على برِّه بهما وإحسانه لهما، ولكنْ يجب أنْ لا يَشترط عليهما إنْفاقه لأداء فريضة الحج، فقد يكونا في حاجة لأمر ألحّ وأهمّ منها، فالأوْلَى ترك الخيار لهما فهما أدرى بشؤونهما. وأرجو مراجعة جواب السؤالين المرقمين (257 ، 567).
والله تعالى أعلم.