2013/11/27

مشاركة من الأخ عبد العزيز أبو عمر جزاه الله تبارك وتعالى خيراً.

:: مرض العُجب ::

العُجب في قلب الإنسان نقصٌ وعيبٌ وآفةٌ يتوجّب معالجتها, ولقد حذّر منه رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ووصفه بأنّه مهلك للقلوب والأعمال, ففي الحديث الذي أخرجه البيهقي عن سيّدنا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّمَا الْمُهْلِكَاتُ شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمُرْءِ بِنَفْسِهِ).

وفي الفتح للإمام ابن حجر رحمه الله تعالى: (إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال، مع نسيان نعمة الله، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكِبَر المذموم).

من بعض أنواع العُجب:

1. العُجب بالنعم: وهو فرح العبد بما أسبغ الله تعالى عليه من نعم ظاهرة وباطنة من صحة وأبناء وسعة رزق وجاه وغير ذلك, فكلّ هذه من نعم الله تعالى وتوفيق له لنيلها, وهي ممّا لا حيلة للعبد في وجودها، ولا قدرة له ابتداءاً على إيجادها أو اكتسابها إلا بتوفيق الله تعالى له أو إمساكها عن أنْ تزول عنه، ففي هذا النوع من العُجب سوء أدب من العبد مع الخالق سبحانه الذي قدّر كلّ شيء بحكمته وأعطاه من النعم ما يختبره به, ولم يعطه النعم ليعجب بها ويتطاول بها على الخلق.

2. العجب بالعمل الصالح: الذي يكتسبه الإنسان بسعيه – بعد توفيق الله تعالى له وإنعامه عليه – فينسى المنعم سبحانه ويرى أثر كسبه فقط فينظر إلى عمله ويعجب به ويشعر بالزهو والفخر كلّما خطر على باله ذكره، ويرى نفسه متميزا عن سائر الناس وأفضلهم إيمانا وأحسنهم خلقا وأكثرهم التزاما، وهو يرى سائر الخلق ناقصين، وينظر إليهم بعين الاحتقار، ويطعن بقلبه أو بلسانه بعباد الله ويعيبهم، ومثل هذا المريض يصل إلى درجة يناقش فيها كلّ عمل صالح يراه من الناس، ويخدش فيه بنحو ما، لكنّه يرى جميع أعماله خالصة، وهو لا يرى الأعمال الحسنة من الناس شيئا، ولكن نفس هذه الأعمال إذا صدرت منه يراها عظيمة.

ومن مصائب العجب على النفس أنه آفة إذا دخلت القلب قلّ أنْ تخرج منه – إلا بمجاهدة عظيمة – بل ربما إنْ أهمل علاجها أنْ تستدعي معها آفات أكبر والعياذ بالله جلّ وعلا.

الرد:

جزاك الله عزّ وجلّ خيرا وبارك فيك على هذه المشاركة القيّمة والمهمّة إذ الناس أحوج ما يكونوا إليها في هذا الزمان بسبب ابتعادهم عن منهج التربية والتزكية الروحية التي جعلها الله سبحانه وتعالى من أعظم أسباب التخلّص من أمراض القلوب ومنها العُجْب، {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران عليهم السلام/8].