2014/03/04

الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم / رثاء/

الحمد لله الذي لا يبقى إلا وجهه، ولا يدوم إلا ملكه، وكلّ شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون، والصلاة والسلام على سيّدنا مُحَمَّدٍ الذي خُيِّر بين الدنيا والآخرة فاختار الرفيق الأعلى. اللهمّ صَلِّ وسلم وَبَارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد //// 

– وُلِد في أكناف عائلة عراقية أنبارية راوية أصيلة – ثمّ تعوّدت قدماه في بداية شبابه ارتياد المساجد وتعلق قلبه بذكر الله تعالى وتعلقت روحه بحب الصالحين والمرشدين الكاملين رضي الله تعالى عنهم أجمعين. – فاعتاد الصلاة في جامع سيّدنا مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه في منطقة حي العدل ببغداد دار الحرب والسلام – وتنوّر قلبه بأنوار الختم الشريف فيها. – وتَزَكّتْ روحه بالسلوك والعمل الروحي الإسلامي على يد سيّدي ومرشدي حضرة الشيخ سعد الله أحمد عارف ( أسعده الله تعالى في الدارين ولا حرمنا الله تعالى من أنواره وتوجهاته آمين ). – وترعرع في ظلّ هذه الأنوار الربانية والنفحات الرحمانية ( فكان محبوباً عند مَنْ عاش معه وعمل معه وصاحَبَه ). – له قلب كلما اقترب موعد المولد النبويّ الشريف يرفرف ولا يهدأ ولا يسكن حتى يجمع الأحباب والأقرباء والأصدقاء في بيته فيسكن قلبه بذكر الله تعالى ومدح رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم – أحَبّ الصالحين فَأحبُوه . وصَدَقَ معهم فَنَقّوْه – له ابتسامةٌ مخلوطةٌ بحنان قَلّ ما تَجِدُ مثلها. – نَجَح في حياته بفضل الله تعالى وملازمته لنصائح المُرَبِي وصدقه في عمله – اللهمّ إني أُشهِدك أنه كان يُحسِنُ الظنّ فيك فأحسن الظنّ فيه فأنت القائل سبحانك في الحديث القدسي الجليل ( أنا عند ظنّ عبدي بي ). – اللهمّ إني أشهد أنه كان يحب حبيبك سيّدنا محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم وعبادك الصالحين . فبحبّه لهم أحسن وِفادَتَه عليك وعامله بإحسانك وفضلك وما أنت أهله يا كريم – فهو عبدك الفقير الراجي لعفوك والمستمطر لرحمتك المرحوم. ( محمد طعمه الراوي ) الذي وافته المَنِيّة في عَمّان صبيحةِ يوم الجمعه الموافق ٢٨ / ربيع الثاني / ١٤٣٥ هجري ٢٨ / ٢ / ٢٠١٤ ميلادي.

المرسل : مُحِب

الرد:

الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، القائل في كتابه العزيز {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران عليهم السلام: 185]، والصلاة والسلام على سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى وسلم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه القائل (كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ كَأَنَّكَ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ) الإمام ابن ماجة رحمه الله تعالى.

جزاك الله تبارك اسمه خيرا على شهادتك لأخينا وابننا محمد الراوي رحمه الله جلّ في علاه، ومن أنهار جنته سقاه ورواه، برحمته سبحانه إنه أرحم الراحمين.

وأنا أشهد أيضا بذلك وأسأله تعالى أنْ ينفعه بهذه الشهادة، فعَنْ سَيّدِنَا أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: (مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ) الإمام مسلم رحمه المنعم سبحانه.

ويتولاه برحمته وكرمه ويرفعه درجات ويجمعه بحضرات السادة المرشدين الذين سبقوه إلى دار المكرمات، الذين أحبّوه وأحبّهم في هذه الحياة، وأنْ يفرحنا بذرّيته وأحبابه كما فرّحنا بشخصه حين كان معنا في هذه الدار، ولا نقول إلا ما تعلّمناه من شرعنا الشريف، قال جلّ جلاله {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، وورد عن حضرة خاتم النبيين عليه أفضل الصلاة والتسليم وآله وصحبه أجمعين لمّا توفي ولده إبراهيم عليه من الله عزّ وجلّ السلام والرضوان أنّه قال (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي الرَّبَّ، وَإِنَّا عَلَى فِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ) جمع الوسائل في شرح الشمائل (2/ 122).

والله سبحانه وتعالى أرحم وأكرم.