السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أنْ تكونوا بخير

سيدي الحبيب

قد تفضلتم مشكورين في بيان حكم التسوق الشبكي؛ إلا أنّكم لم تبيّنوا حكم هؤلاء الذين قاموا بتغرير غيرهم، فالمغرر بهم وقعوا ضحية التلبيس عليهم، فأنا مثلاً قاموا بالتلبيس عليّ إذ أخرجوا لي مجموعة من خريجي الدراسات الشرعية كمسؤولين عن الشركة وهم الذين قاموا بشرح العمل لي وتبيّن لي أنَّ العمل فيه شبه الحرمة، فما حكم هؤلاء؟ هل يخسرون الأموال أم لا؟

أرجو البيان مع خالص التقدير

الاسم: السامرائي

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

شكرا جزيلا على تواصلك مع هذا الموقع المبارك.

وبعد فينبغي على المسلم أنْ يحتاط في تصرّفاته، وقبل الإقدام على شيء ذي بال يسأل مَنْ يثق به من العلماء رضي الله تعالى عنهم وعنكم على نحو مباشر ويوضح مسألته بدون أي غموض ليتبيّن له الحكم الصحيح، ولا يعتمد في المسائل الشرعية على فتوى مسموعة أو مقروءة قد لا تنطبق على حالته بنحو كامل ودقيق.

لا شك أنّ مَنْ يُغرِّر غيره فإنّه يكسب إثماً؛ إذْ أضرَّ بأخيه، ولقد نهى الشرع الشريف عن إلحاق الضرر بالآخرين مادياً ومعنوياً، قال تعالى في باب الأموال: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ —} [البقرة: 188].

وقال نبيُّ الرحمة صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم:

(لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) الإمام ابن ماجة رحمه الله جلّ وعلا.

وعلى مَنْ غُرِّرَ به وأصابه الضَّرَر أنْ يُطالب مَنْ غَرَّرَ به برفع الضَّرَرِ لأنَّ مِنَ القواعد الفقهية في شرعنا الشريف أنَّ الضَّرَرَ يُزَال، فإنْ أبى فله أنْ يرفع أمره للقضاء؛ فإنّما شُرِّعَ القضاء لحلِّ النزاعات بين النّاس.

وصلى الله تعالى وسلم وبارك على الهادي البشير وعلى آله وصحبه خير أهل وعشير.

والله جلّ جلاله أعلم.