2020-03-28
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم سيدي يا رب تكون في صحة وسلامة وعافية، لي سؤال سيدي نفعنا الله بعلمكم وإرشادكم ودعواتكم الطيبة؛ (تعرّض أخ لي إلى خسارة مالية كبيرة بسبب سوء تصرّف وإدراك في تعاملات تجارية ممّا أوقعته في دَيْن كبير جدا، وعائلته ليس لها إمكانية مالية كونهم يسكنون بالإيجار، ولديهم مبلغ كان محددا لشراء بيت لكي يخلصون من هم الأجار، فإنْ دفعوا هذا المال خسروا كلّ شيء، وإنْ لم يدفعوه تعّرض أخوهم للسجن، راجين إرشادكم في ذلك حفظكم الله).

الاسم: حسام

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
شكرا جزيلا على تواصلكم مع هذا الموقع المبارك، وعلى دعواتكم الكريمة، وبعد:
في البداية أوصي بأنْ يعمل المرء على قدر إمكانياته المادية والإدارية، وضمن اختصاصه الفنّي، ومع ذلك ينبغي له التأنّي والاستشارة، فهذه بعض الأسباب المنطقية التي ينبغي للكاسب الأخذ بها، ليكون عمله مثمراً رابحاً بإذن الله جلّ في علاه، وليقلّل من احتمالية خسارته -لا قدّر الله سبحانه- وهذا أمرٌ وارد في التجارات، ففيها الربح والخسارة.
أما وقد حدثت الخسارة وأصبح المرء مطالباً بتسديد حقوق الآخرين فعليه أنْ يدفع ما بذمّته ولا يماطل في ذلك؛ لأنّها حقوق واجبة ينبغي المسارعة لبراءة الذمّة منها، قال تعالى:
{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 188].
وفي حالة إمكانية دفع المال لاحقا وعلى شكل دفعات فيمكن أنْ يتمّ الصلح مع صاحب المال على تقسيط المبلغ، فإنْ تمّت الموافقة فبها ونعمت، وإلا فينبغي المسارعة بالوفاء كما أسلفتُ.
أمّا كون السكن بالإيجار فهذا ليس سبباً ومانعاً لعدم الإيفاء، فليس كلّ النّاس يسكنون في بيوت يملكونها، وعسى الله تعالى أنْ يفتح على أخيك ويكسب ربحاً وفيراً يمكنه بإذن الله عزّ وجلّ من شراء أكثر من منزل ما دام يواصل عمله بصدق وإتقان، والله سبحانه هو الرزاق ذو القوة المتين، وهو قادر على كلّ شيء.
وصلّى الله تعالى وسلّم على سيّد المرسلين، ورحمة العالمين، نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين.
والله جلّ جلاله أحكم وأعلم.