2020-04-11
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيّدي وقرّة عيني أسأل الله أنْ يرفع مقامكم في أعلى عليين ويمن عليكم بالأمن والأمان والعافية ويرزقكم التمكين إنّه على كلّ شيء قدير.
سيّدي الحضرة عندي صديقة متزوجة من عائلة محترمة لكن تفاجئت أنّ هذه العائلة مضى فيهم العرف التالي وهو: إنّه إخوة زوجها يسلمون عليها ويصافحوها، وبعضهم لا يكتفي بذلك بل حتى يقبّلوها تقبيلاً سريعا كتقبيل الخالة أو الوالدة حتّى لو كانوا شباباً فهي محرجة وتقول إنها تعلم أنّ هذا لا يجوز، ولكن زوجي مع أنه ملتزم ومتديّن والحمد لله يقول لا هذا ليس فيه بأس وهذا عرفنا ونحن متعودون على هذا الأمر.
فهل هذا يجوز سيّدي وكيف تتعامل صديقتي مع هذا الموقف؟
جزاكم الله تعالى خير الجزاء.
خادمتكم أم عبد الله
 
الاسم: أم عبد الله
 
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
جزاك الله عزّ وجلّ خيرًا على دعائك الطيّب، ولك بمثله وزيادة إنه سبحانه سميع مجيب.
لا أرى خلافا بين الفقهاء رحمهم الله جلّ وعلا على أنَّ ملامسة المرأة الأجنبية من غير ضرورة حرام شرعاً، والمقصود بالمرأة الأجنبية كلّ امرأة غير محرمة على وجه التأبيد وزوجة الأخ من صنف ذلك.
قال سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه:
(لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ) الإمام الطبراني رحمه الباري سبحانه.
ولهذا أوصي أحبابي من الإخوة والأخوات أهل التقوى والإيمان الذين يرجون رضا الرحيم الرحمن جلّ جلاله، أْنْ يتجنّبوا هذا ولا يجعلوا العادات وما يتصل بالأعراف حاكمة على ما يجب أنْ يكون عليه في ما يتصل بطاعة الله عزّ شأنه، فسيّدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام، أطهر النّاس قلبا، وأزكاهم نفسا، وأبعدهم عن الشبهة والريبة، وقد دعت الحاجة إلى مصافحة النساء ولكنّه لم يصافح مَنْ لا تحلُّ له، بل لمّا جئْنَ يبايعْنَهُ بايعهنَّ بالقول دون أنْ يصافحهن، كما أخبرت بذلك أمّنا الصدّيقة عائشة رضي الله تعالى عنها حيث قالت:
(مَا مَسَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ امْرَأَةً قَطُّ، إِلَّا أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا، فَإِذَا أَخَذَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَتْهُ، قَالَ: اذْهَبِي، فَقَدْ بَايَعْتُكِ) الإمام مسلم رحمه المنعم تبارك اسمه.
ومعنى قوله (إِلَّا أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا، فَإِذَا أَخَذَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَتْهُ، قَالَ: اذْهَبِي، فَقَدْ بَايَعْتُكِ) أي أنّه صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه ما مسّ امرأة قط عند البيعة، لكن يأخذها عليها بالكلام، فإذا فعل ذلك قال: اذهبي فقد بايعتك.
لذا ينبغي أنْ يجتهد المؤمن بالبُعد عن هذا، ويتقي الله تعالى قدر طاقته وقدرته، والرجل والمرأة في هذا سواء، فأحيانا قد تبادر المرأة بمدّ يدها لتصافح الرجل، وقد يبادر الرجل بمدّ يده ليصافح المرأة، فيمكن التخلّص من ذلك بلطف وبتوجيه إنْ كان المقام يتسع للتوجيه، أو بالاعتذار عن المصافحة بالشكل الذي لا يخدش حياء ومقام المقابل.
فإذا كانت الملامسة والمصافحة محرّمة، فالتقبيل يكون حراما من باب أولى.
ولمزيد من الاطلاع وتوسعة في الجواب أرجو مراجعة أجوبة الأسئلة المرقمة (97، 549، 1679) في الموقع المبارك قسم حلال وحرام.
وصلّى الله تعالى وسلّم وبارك على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والله عزّ وجلّ أعلم.