2020-05-17

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاكم الله تعالى خير الجزاء على ما تقدّموه في هذا الموقع أسأل الله تعالى لكم مزيدًا من التوفيق.

ما حكم إخراج صدقة الفطر عن الخَدم الذين يعملون في البيوت؟

 

الاسم: عبد الله.

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

شكرا جزيلا على هذه الدعوات الطيّبة، سائلا المولى جلّ وعلا أنْ يوفقك لكلّ خير إنّه سبحانه ولي التوفيق.

لقد حثّ الشرع الشريف على ضرورة الإحسان إلى الخدم ومعاملتهم بما يتناسب مع الرحمة والمحبة في هذا الدِّيْن، فهذا سيّدنا أنس رضي الله تعالى عنه يقول:-  (خَدَمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ، وَلاَ: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ: أَلَّا صَنَعْتَ) الإمام البخاري رحمه الله جلّ في علاه.

وقال عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام:-

(إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه.

فسمّاهم إخوانا، ومعروف كيف ينبغي أنْ يعامل المرء أخاه، ومعنى (خَوَلُكُمْ) الذين يَخُوْلُوْنَ أموركم، أي يصلحونها.

أمّا بخصوص سؤالك الكريم: فقد تعدّدت آراء الفقهاء في مسألة إخراج صدقة الفطر عن الخدم فقال بعضهم:-

لا يجب ذلك إذا كان للخادم راتب يتقاضاه، إلا إذا أراد صاحب الدار أنْ يتبّرع عنه، لأنّ زكاة الفطر عبادة ينبغي أنْ يؤديها مَنْ يقدر عليها، وهو هنا قادر لأنّ لديه راتبا.

وقال البعض الآخر:-

يجب على صاحب الدار أنْ يخرجها عن الخادم إذا كان متكفّلا بطعامه وشرابه ومسكنه، وله راتب، لما ورد عن سيّدنا عليّ رضي الله تعالى عنه أنّه قال:-

(صَدَقَةُ الْفِطْرِ عَلَى مَنْ تَجْرِي عَلَيْهِ نَفَقَتُكَ) الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله سبحانه.

وهذا الذي أرجّحه تحقيقا لمصلحة الفقير، وتطييبا لخاطره، وهذا يجعله أحرص على القيام بواجبه بمحبة واحترام.

والله جلّ جلاله أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على أرحم الناس بالخدَم، وأشكرهم للنِّعَم، سيّدنا محمد، وعلى آله وصحبه أهل الجود والكرم.