2020-10-15
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته كيف حالكم سيّدي يا رب بخير وصحة وسلامة وعافية دائمًا أبدًا بجاهه صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم، حفظكم الله تعالى سيّدي ورعاكم وزادكم من فضله، عفوًا سيّدي لدى خادمكم سؤال:-
شخص فتح محلًّا مع شريك ثانٍ له في شهر رجب فأصبح يخرج زكاة هذا المحل في شهر رجب، ثمّ أكرمه الله تعالى بفتح محلٍّ ثانٍ مع شريك ثاني في شهر رمضان المبارك فأصبح حول المحل الثاني شهر رمضان المبارك فهل له أنْ يوحّد الحولين أم يبقي كلّ محلّ على حوله، وجزاكم الله تعالى كلّ خير سيّدي ورضي الله تعالى عنكم وأرضاكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

من: محبكم

الرد:-
وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ تَعَالَى وَبَرَكَاتُهُ.
شكرًا لك على دعائك وسؤالك وأسأل الله العظيم أنْ يجزيك خير الجزاء، ويمنّ عليك بعيش السعداء، إنّه سبحانه قريب سميع مجيب الدعاء.
من شروط الزكاة عند الفقهاء رحمهم الله جلّ وعلا أنّها تجب عند حولان الحول أي مدّة سنة هجرية كاملة، فإذا بلغ المال مقدار النصاب الشرعيّ، وهو في الذهب (20) مثقالاً، أو من الأموال ما يعادل هذا الوزن، فإنّ صاحب الذهب يعد غنيًّا، ولأجل أنْ نتحقق منه أنّه غنيّ، ننتظره حولًا كاملًا، فإذا وجدناه قد حافظ على هذا النصاب ولم ينقص منه شيء، وجب عليه إخراج ربع العشر وهو 2.5 بالمائة.
فالأصل أنّ المسلم إمّا أنْ يكون غنيًّا، وهو مَنْ ملك النصاب وزاد عليه، أو فقيرًا وهو مَنْ لم يبلغ عنده النصاب.
لذلك لا علاقة لتعدّد الأعمال في إخراج الزكاة، فالصحيح أنّك تؤدي زكاتك في وقت واحد، أي تجمع ما في المتجرين أو المحلين من مال، وتجمع معها قيمة عروض التجارة، وكذلك ما لك من ديون على الآخرين، وتطرح منها ما عليك من ديون للآخرين، فإنْ بلغت قيمة المال الباقي ما تشتري به (20) مثقالًا من الذهب أخرجت الزكاة في ذلك الوقت، وبلا تأخير.
والله عزّ شأنه وعد المؤمنين بالفلاح فقال:-
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [سورة المؤمنون: 1 – 4].
ووعد المانعين بالعذاب فقال:-
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [سورة التوبة: 34 – 35].
والله تبارك اسمه أعلم وأحكم.
وصلّى الله تعالى وبارك على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا.