14-11-2020
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
جزاكم الله جلّ وعلا خيرا على كلّ ما تقدّموه في هذا الموقع الكريم، سائلا المولى سبحانه لكم المزيد من التوفيق.
عفوا سيّدي ما رأي حضرتكم في لبس الطاقية بدلا من العمامة، أو الجلابية فقط بدون طاقية، عند الحضور للختم الشريف، أو الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى أو غيره، بالنسبة للسادة المشايخ من أئمة وخطباء المساجد؟
 
الاسم: مسلم
 
الرد:-
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
ممّا لا شكّ فيه أنّ العناية بالمظهر الخارجي للمسلم من شعائر الدِّين، وسنن سيّد المرسلين عليه الصلاة والتسليم وآله وصحبه أجمعين.
قال الحقّ جلّ جلاله:-
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ —} [سورة الأعراف: 31].
وقال سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه:-
(إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ —) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ وعلا.
وقال:-
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ) الإمام الترمذي رحمه الله عزّ وجلّ.
وكان عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام يتجمّل للوفود حين يلقاهم، وكذا يوم العيد، والجمعة، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ مَوْلَى السَّيِّدَةِ أَسْمَاءَ بِنْتِ سَيِّدِنَا الصِّدِّيْقِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم:-
(أَخْرَجَتْ إِلَيَّ أَسْمَاءُ جُبَّةً مِنْ طَيَالِسَةٍ — فَقَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَلْبَسُهَا لِلْوُفُودِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه في الأدب المفرد.
 
بناء على ما تقدّم أرى والله عزّ وجلّ أعلم أنْ يظهر أحبابي من السادة المشايخ بالشكل الذي يضفي على تلك المجالس المباركة نور الدعوة إلى الله جلّ في علاه، فلبس العمامة يميّز الشيخ عن غيره، وعندما يرى الحاضرون عددا منهم وهم بهذا الزيّ المبارك فإنّ ذلك سيعزز حتما مشروعية تلك المجالس في قلوبهم، فيحرصوا على الحضور فيها والدعوة إليها، لا سيما ونحن نعيش فترة كثر فيه المنكرون لها والعياذ بالله تعالى.
كما أنّ الظهور بهذا الشكل فيه تعظيم لشعائر الله جلّ شأنه القائل في كتابه العزيز:-
{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [سورة الحج: 32].
ويتحقق فيهم قول حضرة النبيّ صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-
(إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَحْسِنُوا لِبَاسَكُمْ وَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ —) الإمام الحاكم رحمه الله جلّ ذكره.
ولا أعتقد أنّ حمل العمامة في السيارة فيه حرج، وبالتالي يمكن لبسها عند الوصول للجامع.
والله تبارك اسمه أعلم.
وصلّى الله تعالى وسلّم وبارك على صاحب الوجه الجميل، والخد الأسيل، والمقام الجليل، والخلق النبيل، والوحي والتنزيل، والكوثر والسلسبيل، سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه ذوي الباع الطويل.