23-11-2021

نص السؤال:

السلام عليكم شيخي أنا أحبّ الرقص كثيرًا ولكنّي لا أرقص أمام أحد هل يجوز أنْ أتعلّم الرقص أم لا؟ ولكني فتاة غير مرتبطة ولا متزوجة.

 

الاسم: سائلة

 

 

الرد باختصار:-

لا مانع من تعلّم الرقص للمرأة إذا خلا من الموانع الشرعية.

 

التفصيل:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

سُررت بتواصلكم مع هذا الموقع الميمون، وأسأله جلّ جلاله لكم التوفيق والسداد إنّه رؤوف بالعباد.

الرَّقْصَ هُوَ التَّمَايُل، وَالْخَفْضُ، وَالرَّفْعُ بِحَرَكَاتٍ مَوْزُونَةٍ. حاشية الإمام ابن عابدين رحمه الله سبحانه (3/307).

وقد تعددت آراء الفقهاء رضي الله تعالى عنهم وعنكم فيه فمنهم مَنْ كرهه مُعَلِّلِينَ ذَلِكَ بِأَنَّ فِعْلَهُ دَنَاءَةٌ وَسَفَهٌ، وَأَنَّهُ مِنْ مُسْقِطَاتِ الْمُرُوءَةِ.

ومنهم مَنْ أباحه لما روته أمّنا الصدِّيقة عائشة رضي الله تعالى عنها قَالَتْ:-

(جَاءَ حَبَشَةُ يَزْفِنُونَ (يَرْقُصُوْنَ) فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى مَنْكِبِهِ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ حَتَّى كُنْتُ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ عَنِ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ وعلا.

فَإِقْرَارُهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ لِفِعْلِهِمْ، دَلِيلٌ عَلَى إِبَاحَتِهِ.

وإذا ثبت هذا في حقّ الرجال فثبوته في حقّ النساء أولى لأنّه أقرب إلى طبيعتهنّ لكن بالشروط والضوابط الشرعية التي يمكن اختصارها فيما يلي:-

1- إذا كان الرقص خاليا من الفتنة، بل هو مجرّد شيء من الاهتزاز والتمايل، فهذا يجوز للزوج، أو في الخلوة.

2- أمَّا إذا صاحبه اختلاط مع الرجال، أو الألبسة العارية، ونحو ذلك فعندئذ يكون تعلّمه وتعليمه حرامًا لما فيه من المنكر.

وأرى من الواجب هنا أنْ أنبّه إلى أنّ هذا الموضوع قد أخذ مساحة أكثر ممّا يستحق وبدا وكأنّه ضرورة من ضرورات الحياة وركناً من أركان بيت الزوجية، وكان من المفروض أنْ يُترك للفطرة، فالمرأة في طبيعتها تحبّ كلّ شيء من شأنه أنْ يُظهر أنوثتها، وبالتالي لا بأس بأنْ تتعلّم بعض الحركات في هذا المجال، أمّا أنْ يتحوّل الأمر إلى مدارس يدرّس فيها الرقص وتكون له أقسام فهذا مع الأسف من صور انشغال الأمّة بالكماليات وتركها للضروريات إذ أصبحت المرأة تفكّر في سبل تعلّم الرقص لنفسها أو لزوجها لكنّها لا تفكّر في إدارة بيتها وتنشئة أسرتها على القيم الإنسانية والأخلاق الراقية، وهذه انتكاسة كبيرة ينبغي مواجهتها ومحاولة التصدّي لها بالحكمة والموعظة الحسنة والتوجيه إلى ضرورة الارتباط بالسادة المرشدين والعلماء الربانيين رضي الله تعالى عنهم وعنكم لإخراجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله العزيز الغفور جلّ جلاله وعمّ نواله.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على هادي الأمم، ومعلّم القِيَم، سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الجود والكرم.