15/08/2009
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لماذا طلب سيّدنا موسى عليه السلام أنْ يكون أخوه سيّدنا هارون عليه السلام وزيرًا له ثمّ علّل هذا الطلب بقوله {كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً} ما الذي يمكن أنْ نستضيء به من هذه الآيات المباركة؟
الاسم: مثنى حسن محسن
الرد:-
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
بالرجوع إلى أوائل الأحداث التي تخص سيّدنا موسى عليه الصلاة والسلام حيث أنّه كان يعاني من لثغة في لسانه جرّاء التقامه الجمر بدل التمر أمام فرعون في الحادثة المعروفة في التأريخ، فطلب من ربّ العزة جلّ جلاله أنْ يكون له معاضد ومساند في مهمة الرسالة المقدسة ووزير له، وهو أخوه سيّدنا هارون عليه السلام، ولذلك قيل:-
(أَفْضَلُ أَخٍ أَحْسَنَ إِلَى أَخِيْهِ هُوَ إِحْسَانُ سَيِّدِنَا مُوْسَى لِأَخِيْهِ سَيِّدِنَا هَارُوْنَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَاخْتِيَارُهُ نَبِيًّا)
ولكن الآية الكريمة تشير إلى أمر أهمّ من ذلك وهو المعية في الذكر وأثر ذلك على الإنسان المؤمن بصورة عامة، ولمَنْ أوكلت إليه مهمة عظمى كمهمة الرسالة، وهناك إشارات عديدة في القرآن الكريم على أهمية الجمعية والمعية في ذكر الله وتسبيحه وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة التي لا تخفى عليكم وذكر فيها أجر الذاكرين واحتفاء الملائكة عليهم السلام بمجالس الذكر والتسبيح.
بل ما فعله الصحابة رضي الله تعالى عنهم من الاشتراك في الذكر في حياة حضرة النبيّ عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
والله جلّ جلاله أعلم.