11/09/2009

السؤال:

سيدي… والدي توفي وترك لنا بيتا، نحن 4 أولاد، و6 بنات، والوالدة.

والدتي تريد أنْ تتنازل عن ثمنها كلّه لأخي الصغير فهل يجوز ذلك شرعاً علماً أنّ أبي قد توفي سنة 1995 وحتى الآن لم يتمّ التصرّف بالبيت لكون والدتي لا زالت على قد الحياة وأخي عنده من العمر 33 سنة ومقتدر مادياً… أفتونا جزاكم الله تعالى خيرا.

 

السائل: أبو محمد

 

الرد:-

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

لا يجوز للوالدين أنْ يخصّا أحد الأولاد أو بعضهم بعطية أو هبة دون الآخرين لما فيه من منافاة للعدل الذي أمر الله عزّ وجلّ الوالدين أنْ يقيماه في أولادهما، ويقيمه كلّ راع في رعيته، ولهما في سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه أسوة حسنة حين رفض أنْ يشهد لسيّدنا بشير بن سعد رضي الله سبحانه عنه على هبة يريد أنْ يهبها لابنه نعمان، فسأله حضرة النبيّ عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام:-

(يَا بَشِيرُ، ‍أَلَكَ وَلَدٌ سِوَى هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَكُلَّهُمْ وَهَبْتَ لَهُ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَلَا تُشْهِدْنِي إِذًا، فَإِنِّي لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ) الإمام مسلم رحمه الله عزّ شأنه.

وفي رواية أخرى قال له:-

(أَيَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَلَا إِذًا) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ جلاله.

وعلى هذا رأى الفقهاء رضي الله تعالى عنهم وعنكم عدم جواز تخصيص الهبة لولد دون الآخرين.

وهناك نصيحة عامّة أريد أنْ أذكّر بها جميع الإخوة الذين يرثون مِنْ أرحامهم وأقاربهم وهي:-

لا يماطلوا في تقسيم الإرث بين مستحقيه ولا يأخذهم الاستحياء من ذلك فالله جلّ وعلا لا يستحيي من الحق، وعدم إعطاء ذوي الحقوق حقوقهم فيه ظلم خاصّة إذا كان بعضهم محتاجًا لذلك، ولا يخفى على حضراتكم مصاعب ومفاسد تأخير توزيع التركات بمرور الوقت، ووفاة ورثة الجيل الأوّل إلى الجيل الثاني، فيتكاثر الورثة عددًا بحيث يصعب جمعهم وأخذ موافقتهم على التصرّف بالإرث بيعًا أو إيجارًا أو غير ذلك.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والمجد.