7/2/2022

نص السؤال:

كيف أصبح صوفيًّا وكيف أجد مرشدًا؟

 

الاسم: سائلة

 

 

الرد:-

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أشكرك على تواصلك مع الموقع المبارك. وأسأل المولى جلّ وعلا، أنْ يمنَّ عليك بالتوفيق والسداد ويشرح صدرك لما يحبه ويرضاه، ولا يجعلك في حيرة من الأمر إنّه كريم وهاب.

الجواب باختصار:-

المسلم ينبغي عليه أنْ يعتزّ بكلّ المناهج الإسلامية المعتصمة بحبل الكتاب العزيز والسنّة المطهّرة، دون ذكر الأسماء، ولا نختار لنا اسما إلّا الذي اختاره الله عزّ وجلّ لنا (المسلمون).

والمرشد هو العالم بكتاب الله جلّ وعلا وسنّة نبيّه صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم، العامل بهما، والماكث في مقام الإحسان مع السّند، أي أنّ له إجازة متصلة بسيّدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام، من الناحية العلمية والروحية.

التفصيل:-

بدءًا نحن نعتز بكلّ المناهج والطرق الإسلامية المعتصمة بحبل الكتاب الكريم والسنّة الشريفة، دون ذكر الأسماء، فلا ينبغي أنْ نميز أنفسنا بتسمية غير التي اختارها لنا ربنا جلّ وعلا إذ قال في كتابه العزيز:-

{— مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ —} [سورة الحج: 78].

وقال سبحانه:-

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [سورة فصلت: 33].

ولا أدري هل جنابك على علم بالسلوك والعمل الروحي الإسلامي وأثر وجود المرشد رضي الله تعالى عنه وعنكم في حياة المسلمين؟

فأرجو من كلّ مسلم ومسلمة ترسيخ هذه المفاهيم لديهم، وذلك بمزيد اطلاع على باب الذكر والسلوك والتزكية في هذا الموقع الكريم للوصول إلى القناعة التامّة ثمّ السعي بعدها إلى طلب السلوك ونيل بركة ونور التواصل الروحي مع المرشد الرباني الموصول بالسند العلمي والروحيّ بحضرة الرسول الأعظم صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم؛ فتبدأ معراجك الروحي في رياض الذكر وأُنس الحضور بين يديّ الله جلّ جلاله وعمّ نواله فتسكن نفسك وتتزكى، ويثبت قلبك ويطمئن.

قال الحقّ جلّت قدرته:-

{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرعد: 28].

فإذا ما التزم المسلم بالذكر أحسّ بسعادة غامرة، وشَهِدَ بركة في الرزق والوقت والأهل؛ ذاك لأنّه أصبح على هدى مستقيم، وعرف غاية وجوده بمعرفة ربّه العظيم، الذي مَنَّ على رسوله الكريم عليه وآله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم بقوله:-

{— وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [سورة النساء: 113].

وقال عزّ شأنه:-

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [سورة طه: 124].

وفي ظلال الآية المباركة وعن طريق مفهوم المخالفة نفهم أنّ ملازمة الذكر ومصاحبة أهله تجعل حياتك سعيدة مباركة ذات قيمة كبرى، وسيفتح الله جلّ جلاله على قلبك ويهبك طاقة البصيرة لترى كلّ ما هو حقّ وجميل في هذا الكون البديع.

والله تبارك اسمه أعلم.

وفقك الله سبحانه وسدّد خطاك ونفع بك وثبتك على صراطه المستقيم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه التقاة الهداة.