22/6/2010
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

سيدي أدامكم الله وحفظكم ورزقكم مجاورة الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة.
سؤالي هو: هل يجوز أن نلفظ كلمة دابة أو حيوان -أجلكم الله- على رجل دنيء أو فاسق مستندين على قول الله تعالى {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} أم هي خصوصية للخالق العظيم؟
الاسم: عمر العبيدي

الـرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله عز وجل خيراً على دعائكم ومشاعركم الطيبة ولكم بمثله، وبعد:
فإن الحق تبارك وتعالى قد كرم الإنسان وفضله على كثير من مخلوقاته حيث قال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} الإسراء 70، وهذا التكريم من الله تعالى يستلزم عدم التلفظ تجاهه –أي الإنسان- بأي لفظ مناف لهذا التكريم، بل أمرنا ربنا عز وجل أن نحسن القول فقال جل جلاله: {… وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا…} البقرة 83، وقد حث نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم على الابتعاد عن بذيء اللفظ فقال: (ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذيء) الإمام أحمد والترمذي رحمهما الله تعالى، أمّا تشبيه الله تعالى بعض الناس بالأنعام أو الدواب فلأن الله جل وعلا ربهم وخالقهم وأولى بالمخلوقات جميعاً من أنفسهم، ولا يجوز قياس فعله وقوله عز وجل بفعلنا وقولنا، فالله سبحانه وتعالى أقسم ببعض مخلوقاته في حين حرم علينا ذلك. ويعذب بالنار وحذرنا من فعل ذلك.

هذا والله سبحانه وتعالى أعلم.