2013/09/26

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حضرة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أدعو الله العظيم أنْ تصلكم رسالتي هذه وأنتم بأتمّ عافية وفضل من الله تعالى، جزاكم الله عنا وعن المسلمين كلّ خير، آمين.

سؤالي هو: هل تصح الرابطة القلبية مع المرشد بعد وفاته؟ وهل من شروط لها في هذه الحالة؟

ماذا يمكن للمريد أنْ يقوم به من أعمال تجاه شيخه بعد وفاته حيث أنْ محبته ما زالت متمكنة بعد مرور سنوات طوال، مثلا إهداؤه عمرة… أو غيرها من الأعمال الصالحة.

حضرة الشيخ أرجو الدعاء لنا، بارك الله لنا فيكم آمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاسم: عماد

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

وجزاك الله عزّ وجلّ خيرًا على دعائك ولك بمثله.

بالنسبة للشطر الأوّل من السؤال فأرجو مراجعة جواب السؤال المرقم (355) في هذا الموقع الكريم.

أمّا ما يتعلق بالشطر الثاني:-

فإنَّ مكافأة المحسن خلق فطري ينشأ من خلق الوفاء، إذ أنَّ القلوب مجبولة على حبّ مَنْ أحسن أليها، والمؤمن المستقيم لا يكون شاكرًا لله جلّ في علاه حتى يكون معترفًا بالفضل لأهل الفضل، وفي ذلك يقول سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه:-

(لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ) الإمام أبو داود رحمه الغفور الودود سبحانه.

وصور الشكر متنوعة وكثيرة والدعاء خير ما يقدمه المرء مكافأة لمَنْ أحسن إليه ووفاء لمَنْ وقف لجانبه، وعدم نكران الجميل ونسيان المعروف، يقول عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام:-

(— وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا اللَّهَ لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ) الإمام أحمد رحمه الفرد الصمد عزّ شأنه.

فكيف بمَنْ كان سببًا في صلتك بالله عزّ وجلّ؟

ورحم الله تعالى القائل:

مَـا كَـانَ للهِ مِـنْ وُدٍّ ومِـنْ صِـلَـةٍ *** يَظلُّ في زَحْمَةِ الأَيَّـامِ مَوْصُـولا

يظلُّ ريّانَ مِنْ صِدقِ الوَفـاءِ بِـه *** يُغْني الحياةَ هُدىً قد كان مأمولا

كَأَنَّـهُ الزَّهَــرُ الفَــوَّاحُ رَوْضَـتُـهُ *** هذي الحَياةُ يَمُـدُّ العُمْـر تجميـلا

مَا أَجْملَ العُمـر في بِرّ الوفاءِ وَمَا *** أَحْلَى أَمَانِيْهِ تَقْدِيْرًا وَتَفْعِيْـــــلا

وَمَا يَـكُـوْنُ لِـغَـيْــرِ اللهِ لَا عَـجَـبٌ *** إِذَا تَـغَـيَّـرَ تَـقْـطِـيْـعًـا وَتَـبْـدِيْلا

والله جلّت قدرته أعلم.

وصلّى وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الجود والكرم.