2012/12/01

السؤال:

السلام عليكم سيدي ادامكم الله ذخرا لامة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم آمين.

سيدي سؤالي هو:

ما الفرق بين الختم الشريف والسلوك وما فائدة كلّ منهمها؟ أفيدونا مشكورين.

وجزاكم الله عنا خيرا.

 

الاسم: SUMA

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاك الله جلّ وعلا خيرًا على دعائك وأسأله سبحانه أنْ يرحمني بحسن ظنّكم بي.

لا شك أنّ الفرق كبير بين الختم الشريف والسلوك:-

فالختم الشريف مجلس عام لذكر الله جلّ في علاه لا يمنع منه أحد، وأروي سماعًا عن سيّدي حضرة الشيخ عبد الله الهرشمي طيّب الله تعالى روحه وذكره وثراه قوله:-

(إِنَّ مَجْلِسَنَا هَذَا عَامٌّ لَا نَمْنَعُ أَحَدًا مِنَ الحُضُوْرِ فِيْهِ حَتَّى اليَهُوْدِيّ وَالنَّصْرَانِيّ لَعَلَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يَلْطُفَ بِهِمْ وَيَهْدِيَهُمْ).

أمّا السلوك فهو مبايعة المرشد الموصول اليد بحضرة خاتم النبيين عليه الصلاة والتسليم وآله وصحبه المكرمين على طاعة الله جلّ جلاله في السرّ والعلانية وما يشترطه على المبايع أو المعاهد بما يؤدي إلى إصلاح النفوس والحياة.

أمّا فائدة كلّ منهما:-

فالختم الشريف امتثال لأمر الله جلّ وعلا في ضرورة الاجتماع على ذكره عملا بالنصوص الشرعية في كتابه سبحانه وسنّة نبيّه صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه، وقياسًا على قوله سبحانه:-

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الجمعة: 9].

فالسعي إلى ذكر الله عزّ وجلّ أصله في شرعه جلّ جلاله، وكذلك في قول سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه:-

(مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ) الإمام مسلم رحمه المنعم عزّ شأنه.

وفي قوله عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام:-

(مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ، إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ) الإمام أحمد رحمه الفرد الصمد جلّت قدرته.

وغيرهما من الأحاديث النبوية الشريفة.

وأمّا فائدة السلوك فعظيمة ومساحتها لا تقدّر لأنّها تعبّر عن كرم الله تبارك اسمه وجُودِهِ، فوجود الدليل في الطريق ضروري جدًّا في الأمور الحياتية البدائية البسيطة فما بالنا إذا أضيفت إليها الحياة الأبدية الأخروية؟

فلذلك جاءت الأوامر الإلهية بضرورة وجود المرشد في حياة المسلم، قال الحقّ جلّ جلاله:-

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ —} [سورة الكهف: 28].

وقال:-

{— الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [سورة الفرقان: 59].

وقال:-

{— وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة لقمان: 15].

وأرجو مراجعة كتابي (الرابطة القلبية) – قسم أبحاث ودراسات، وكذا جواب السؤالين المرقمين (11، 519) في هذا الموقع الأغرّ.

والله جلّ ذكره أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل المجد.