2021-03-14
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ العلامة.
تعرّضت عائلتي لأعمال سحر وشعوذة من أقاربي، منذ أكثر من 4 سنوات وخلال هذه الفترة راجعنا كثيرًا من المرقين الذين نثق بهم، وكانت رقيتهم وفق ضوابط الشريعة، فقط أدعية بأعلى صوتهم، وآيات قرآنية معروفة، وكانت الرقية تؤثر في عائلتي وينطق الذي فيهم بإيذائه، أمّا الآن فلا تمضي فيهم الرقية ويظهر الذي فيهم عدم تأثره بل ويقرأ القرآن مع المرقين ومعي أيضاً، لأنّ الساحر بعث من يحفظ القرآن حتى لا يتأثر، علماً أنّ قسمًا من السحر مدفون في مقبرة، والآخر على شكل ملابس عند ساحرة أخرى، وقسم على شكل لعبة عند ساحرة أخرى، آسف على الإطالة، السؤال بعد عجز المرقين هل من الممكن الاتصال بمَنْ يعرض خدماته لإخراج السحر وسحبة من المقابر ومن السحرة (لإبطاله فقط/ من قبل نفس الساحر أو غيره) في الفيس بوك لإنقاذ العائلة التي  دمرتها هذه الاسحار؟
والله تعالى من وراء القصد، أفتونا سلّمكم الله.

من: سائل

الرد:-
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
شكرا جزيلا على تعلّقك المبارك بهذا الموقع الطيّب، ودعواتك الكريمة، وأسأله جلّ في علاه أنْ يوفقك لكلّ خَيْر، ويدفع عنك كلّ ضَيْر، إنّه سبحانه قريب مجيب.
يقول ربّنا سبحانه:-
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 102].
لاشكّ أنَّ الذهاب إلى السحرة والاستعانة بهم، أمر محرّم شرعًا، ولو كان لضرورة، وقال به البعض، فإنَّ غالب الفقهاء رضي الله تعالى عنهم وعنكم منعوا ذلك، كون السحر من أعظم كبائر الذنوب، ومن السبع الموبقات التي أمر سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم باجتنابها حيث قال:-
(اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه.
وقال عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام:-
(مَنْ أتَى سَاحِرًا أَوْ كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُوْلُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الإمام البيهقي رحمه الله تعالى.
ولمعرفة المزيد أرجو مراجعة جواب السؤال المرقم (2634) وما أحيل فيه من أجوبة في هذا الموقع المبارك.
والله تبارك اسمه أعلم.
وصلى الله تعالى على سيّدنا محمد السرّ الساري والنور الذاتي في سائر الأسماء والصفات، وعلى آله وصحبه أهل المكرمات وسلّم تسليما كثيرا كثيرا، ما دامت الأرض والسموات.